التحرير هو عبارة عن المصفاة التي يتم من خلالها تنقية جميع الشوائب الموجودة في الخبر ، وهذه الشوائب تتمثل في:
" الأخطاء اللغوية ،
الأخطاء الإملائية والنحوية ،
أخطاء في التراكيب ،
أخطاء في التسلسل والترتيب ،
عدم وضوح المعاني ،
التشويش ،
وعدم ملائمة العنوان للموضوع ".
من تعريفات التحرير:
" هو فن
تحويل الأحداث و الأفكار و القضايا الإنسانية المختلفة إلى مادة صحفية
مطبوعة و مفهومة في قوالب فنية مختلفة تحقق وظائف الصحافة من إخبار و
تثقيف و توجيه و ترفيه ".
"هي العملية التي يتم بمقتضاها وضع المادة الإعلامية في صورتها النهائية التي يقرأها أو يسمعها أو يشاهدها الجمهور ".
أهمية التحرير الصحفي:
1 – زيادة عدد القراء .
2 – حسن عرض الموضوعات بما يحقق التميز في الأداء.
3 – تغطية جوانب الحياة المختلفة بأسلوب شيق و بسيط لكافة الفئات.
4 – جذب أنظار المعلنين و دفعهم إلى الإعلان عن سلعهم.
فن التحرير الصحفي: (1)
تمثل أقسام التحرير الصحفي في الصحف ووسائل الإعلام عموما العمود الفقري ،
حيث لا توجد صحيفة دون أن يقوم على إعدادها مجموعة من المحررين الصحفيين
الذين يتولون جمع المادة الصحفية من مصادرها المختلفة ثم تسليمها إلى رئيس
القسم التابعين له ، وبعد ذلك يختار منها ما يشاء، ويؤجل منها ما يشاء
أيضاً، وبعض الموضوعات قد يتم استبعادها لعدم صلاحيتها للنشر، أو أن
مضمونها لا يتفق وسياسة تحرير الصحيفة، أو خبر أو موضوع لا يرتقى إلى
النشر حيث يوجد للنشر ما هو أفضل وأحسن.
وعلى هذا فإن علم التحرير الصحفى يقوم أساساً على فن صناعة الكلمة والقدرة
على صياغتها واختيار أفضل الكلمات والألفاظ الأقرب إلى التعبير الصحيح عن
الحدث أو الواقعة التي يرصدها المحرر الصحفى .
وبالتالي فإن الكلمة التي تنقل وقائع مباراة لكرة القدم من ملعب رياضي ،
غير الكلمة التي تنقل وقائع حريق قطار ، أو انهيار عمارة سكنية ، أو غرق
سفينة ركاب في البحر ، أو سقوط طائرة بكل من فيها في المحيط .
ورغم أن الخبر هو الخبر، والمعلومة بكل تفاصيلها تتناولها كل الصحف وتضعها
ضمن أولويات النشر لديها ، إلا أن صياغة المعلومة ذاتها قد يختلف من صحيفة
لأخرى، كما يختلف من محرر لآخر وفى الصحيفة الواحدة ؛ وبالتالي فالقيم
التي يحملها الخبر أو المعلومة الجديدة يعاد ترتيب ألفاظها ومضمونها لتتفق
مع سياسة تحرير كل صحيفة من الصحف المعنية بنشر الحدث أو الواقعة أو
المعلومة .
كما أن قيم الخبر ذاته قد يختلف من وسيلة لأخرى ، فالإذاعة مثلاً لابد أن
يرتكز تفوقها في عملها ونقلها للأحداث والوقائع على دقة تحرير مادتها
الإعلامية قبل إذاعتها، حيث يقوم المذيع قبل الحديث أمام الميكرفون بإعداد
النص وتجهيزه والتأكد من مخارج الحروف والألفاظ لديه حتى يتأكد من سلامة
النطق الجيد قبل إذاعتها على الجمهور بلا أخطاء.
أما تحرير الخبر التليفزيوني فيكاد يختلف فعلى الرغم من قيمة الحدث أو
المعلومة وسرعة نقلها للجمهور في التو واللحظة ، إلا أن الجانب المصور
يصبح هو المهم مع المادة التحريرية المعبرة عن الحدث أو الواقعة، حيث يغلب
الجانب المصور على الجانب التحريري ، وبالتالي فالمذيع التليفزيوني يميل
إلى اختيار الكلمات التي تعطى المضمون بسرعة ، حيث يتم اختصار كلمات الحدث
ليكون دور الكاميرا هو المهم، فالجمهور الذي عرف بغرق العبارة المصرية
بالبحر الأحمر لا يحتاج إلى كلمات تعبيراً عن الحدث بأكثر ما هو بحاجة إلى
رؤية ما يتم من عمليات إنقاذ لركاب العبارة الذين تم انتشالهم قبل أن
تلتهمهم الأسماك المتوحشة بالبحر، وذلك وفق الرؤية التي تؤكد أن "الصورة
قد تعوض القارئ عن الكثير من الكلمات والمعاني" .
ولذا فإن تحرير المادة الصحفية تكاد تكون مختلفة من وسيلة إعلامية لأخرى،
وذلك وفق ما تتسم به كل وسيلة عن أخرياتها من إمكانيات وخصائص حيث تقوم كل
وسيلة بإبراز أفضل عناصرها لنقل الأحداث والوقائع للجمهور الذي ينتظر
الجديد عن الحدث، وإن كان الكل قد يتفق على أن الحدث نفسه لابد وأن يكون
مهماً ومثيراً ويستحوذ على اهتمام الجمهور عند نشره ،أو إذاعته، أو رؤيته
تليفزيونياً.
أهم العوامل التي تؤثر في عملية التحرير:
1. دورية الصدور
2. سياسة الصحفية التحريرية
3 - طبيعة الموضوعات فكتابة قصة شهيد مثلا تختلف عن الكتابة في موضوع
اقتصادي وحيث أن الأول يحتاج إلي قدر من العاطفة والإنسانية أما الثاني
فالكتابة فيه تكون جامدة.
4 الظروف المحيطة بالعمل الصحفي .
5 طبيعة الجمهور المستهدف.
6 ثقافة المحرر " الصحفي " ولغته و الثروة اللغوية التي يتمتع بها.
هل نحن مخبرون صحفيون أم محررون؟
في العمل الصحفي عليك أن تبدأ مشوارك أولا كونك مخبر صحفي تتعلم أسس جمع
المعلومات من مصادرها المختلفة و القدرة على تغطية الأحداث والتعامل مع
الميدان بظروفه و مواقفه المختلفة.
وخلال هذه الرحلة (رحلة صناعة الخبر من مصدره الأصلي) يمارس الصحفي دوره
بوضوح كمخبر صحفي ، ولكن حتى تكتمل الصورة و يؤدي رسالته و مهمته على أكمل
وجه لا بد من مهارات تحريرية تميزه وتمكنه من ترجمة ما سمعه و شاهده ورآه
إلى كلمات واضحة ومفهومة بأسلوب صحفي يفهمه كل الناس.
لذا فإن الدور المنوط بالصحفيين هو أن يكون:
الصحفي المخبر: وتتمثل مهمته في ميدان العمل كمراسل و جامع معلومات وغيرها.
الصحفي المحرر: وتتمثل مهمته في تهذيب المادة الصحفية و المعلومات وصقلها بعد جمعها من أجل نشرها بصورتها النهائية.
لأن أقدر شخص على التعبير عن الحدث و القضية هو الصحفي نفسه الذي تابع
الحدث من بدايته و جمع المعلومات الخاصة به و أجرى الحوارات اللازمة حوله.
مهام الصحفي المحرر:
1 – تقييم المادة الصحفية و الحكم على صلاحيتها للنشر.
2 – تحرير الأخبار و التقارير المستقاة من أكثر من مصدر.
3- تحسين جودة المادة الصحفية من خلال تحريرها واختصارها و صقلها.
4 – متابعة استكمال المعلومات الناقصة في بعض الموضوعات الصحفية.
5 – تصحيح الأخطاء المعلوماتية واللغوية و النحوية و الأسلوبية.
6 – مراعاة دقة المعلومات المستقاة من المصادر مع الربط بين المعلومات و الموضوعات ذات العلاقة.
7- تجنيب الصحيفة المشكلات القانونية من خلال التأكد من خلوها مما يعد جرائم نشر مثل السب و القذف.
8- الحفاظ على شخصية الصحيفة و متابعة تنفيذ سياساتها التحريرية.
9- الاهتمام بتحرير العناوين بما يحقق عوامل جذب الانتباه و الإثارة و الأهمية.
10- اختيار الصور و الرسم الملائمة المصاحبة للموضوعات.
صفات المحرر:
1- الثقة بالنفس.
2- الموضوعية.
3- الثقافة العالية.
4- متابعة اهتمامات القراء لتلبيتها قدر الإمكان.
5- القدرة على الكتابة بأنواعها.
6- القدرة على التكيف مع ظروف العمل المختلفة و مع ضغوط العمل.
7- القدرة على تكوين العلاقات مع الشرائح المختلفة.
8- القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة
9- الإلمام بالسياسة التحريرية بتفصيلاتها المختلفة.
خصال تميـز الكـاتـب الجيـد: (2
هذه خلاصة رأي أحد أبرز الذين عملوا في التدريب على الكتابة الصحفية في الولايات المتحدة وهو بيتر كلارك Peter Clark:
1. إن العالم الخارجي هو حقل التجربة ومنبع الوحي للكاتب الجيد، فمن خلال
العالم يبتكر الكاتب قصصاً وأفكاراً متنوعة. أنظر جيداً من حولك وسوف تجد
أفكاراً رائعة لكتابة مبتكرة.
2. الكاتب الجيد لا يتقيد بالرسميات والتقاليد فدائماً ما يسعى إلى ابتكار ما هو جديد وخاص.
3. الكاتب الجيد يجمع المعلومات بكثافة وشراهة ودائماً ما يكون تركيزه على
قيمة ومحتوى المعلومة ذاتها أكثر مما يكون على الأسلوب الذي يعرض به
المعلومة.
فهو في أكثر الأحيان يرى نفسه محققاً وليس كاتباً.
4. الكاتب الجيد يركز مجهوده الأساسي على المقدمة فهو يعلم أنها أهم جزء في عمله لما لها من تأثير في جذب انتباه القارئ.
5. الكاتب الجيد دائماً ما يكون هو نفسه منغمساًُ في القصة التي يكتبها
فتكون غالباً مسيطرة على وجدانه وتفكيره. فهو يخطط لها طوال اليوم
ويناقشها في ذهنه ومع أشخاص آخرين باحثاً عن أفكار واقتراحات جديدة.
6. الكاتب الجيد غير متسرع في كتاباته ولكنه يمتاز بجرأة خارقة في طرح الأفكار وكتابتها والتعبير عنها.
7. الكاتب الجيد متفهم جيدا لمدى أهمية الأساليب الميكانيكية لترتيب
الأفكار والمصادر المتاحة وتهيئة الجو، فهو يحاول أن تتخلل أوقات الكتابة
والإبداع بعض الأفعال التي تبعث و تجدد نشاطه مثل المشي والسرحان وأكل
الوجبات السريعة ... إلخ.
8. الكاتب الجيد يستخدم المسودات، فهو يكتب ثم يعيد الكتابة فيصلح ما يريد
وأحياناً ما يبدأ من جديد؛ لإحساسه دائماً أن هناك خطأ ما وأنه غير راض عن
العمل ويطمح إلى الكمال.
9. الكاتب الجيد يثق في ويعتمد على حاسته السمعية ومشاعره أكثر من رؤيته
في تقييمه لأعماله، فهو دائماً ما يبحث عن الأخطاء التي تثير وجدانه
وشعوره في حين أن المراجع مثلاً يبحث عن ما يثير نظره من أخطاء لغوية.
10. الكاتب الجيد يحب سرد القصص ويبحث مجدداً عن الجانب الإنساني لأي خبر،
ويبحث أيضاً عن الأصوات التي تضفي الحياة على الكتابة، واللغة التي يكتب
بها تعكس اهتمامه بالسرد القصصي أو الحكي.
11. الكاتب الجيد يكتب دائماً وأساساً لإرضاء نفسه ومعاييره الذاتية،
ولكنه يتفهم جيداً الصلة الوطيدة بين الكاتب والقارئ. فعلى عكس كثير من
الصحفيين، يكون الكاتب لديه ثقة عالية أن أعماله ستصل إلى قرائه متحملاُ
مسؤولية ما سيصل إليهم من أفكار وأحاسيس.
12. الكاتب الجيد جرئ وغير تقليدي في كتاباته. فهو يحب عنصر المفاجأة
والتجديد في بداية أي قصة، ودائماً ما يتمنى أن ما يكتبه في الجريدة
اليومية يكون هو الأفضل والأدق والأكثر مصداقية.
13. الكاتب الجيد قارئ للروايات ومحب للأعمال الفنية المتميزة فهو يجمع الأفكار من مصادر متنوعة.
14. الكاتب الجيد مسهب في كتاباته إلى آخر كلمة وفكرة تماماً على عكس
الصحفي الذي لا يعبأ بالقارئ ويهتم فقط بكتابة مقدمة مثيرة ويهمل البقية.
فذلك النوع من الكتاب لا يمكن فصل نهاية عمله عن مقدمته فكل كلمة عنده في
انسياب وتجانس مع الأخرى مما يجعل القارئ يقرأ كل كلمة
الأسس العشرة للكتـابـة الواضحـة: (3)
وثمة أسس لا بد أن يحرص الكاتب الصحفي على تحقيقها خلال كتابته و تحريره للموضوعات الصحفية.
وهذه الأسس العشرة مقتبسة من كتاب " أساليب الكتابة الواضحة " Techniques
of clear writing لمؤلفه Robert Gunning الذي عمل مستشاراً لنحو 100 صحيفة
يومية ، وهي على النحو التالي:
1. يجب أن تكون الجمل قصيرة نسبياً (والتركيز هنا على كلمة نسبياً). فيجب
أن يكون هناك نسبة وتناسب بين الجمل القصيرة والطويلة لكي لا يتسلل الملل
إلى القارئ وتتسم الكتابة بالحيوية.
2. الجمل إما بسيطة أو مركبة. والجمل البسيطة أكثر حيوية وأهمية ولكن ذلك
لا يعني استبعاد الجمل المركبة. التعبير الواضح يحتاج إلى النوعين معا دون
طغيان الجمل المركبة. والمهم أن تكون الجملة معبرة عن الأفكار المراد
طرحها.
"كانت الساعة فوق رأس أنتوني تشير إلى الثامنة وإحدى عشرة دقيقة. كان ذلك
صباحاً. لم يكن أنتوني قد أكل أو شرب شيئاً منذ منتصف الليلة البارحة. كان
قد ربط إلى سرير غطته ملاءة زرقاء وتحركه أربع عجلات. وقف بالقرب منه
اثنان من الأطباء النفسانيين وممرضتان واثنان من الفنيين. /64 قالت
الممرضة وهى تنظر إلى جهاز ضغط الدم. وضعت أصابعها على يده لمعرفة النبض.
قالت الممرضة" 64 ، في آخر مرة عولج فيها كان يعانى شيئاً من الحرارة .
لابد من متابعته.
كان أنتوني يرتدى قميصاً أفريقياً ، كانت عيناه نصف مفتوحة ، وكان جسده الضخم يملأ السرير.
لقد جاءت به الممرضة من جناح الاستقبال الذي قضى به قرابة أربعة أشهر إلى حجرة صغيرة ونظيفة.
بعد نحو سبع عشرة دقيقة سوف يتعرض المخ لشحنة كهربائية قدرها 140 فولت.
هذا هو العلاج السابع لأنتوني ولا يزال أمامه علاج آخر قبل أن يخرج من المستشفى".
هذه مقدمة سلسلة موضوعات صحفية حول الحياة في مستشفى للأمراض العقلية. فازت هذه السلسلة بجائزة الكتابة الصحفية.
راجع جيداً المزاوجة بين الجمل البسيطة والأخرى المركبة. والإيقاع العام للكتابة .
3. يجب تفضيل الكلمات المألوفة فهي دائماً الأقرب إلى قلب القارئ لتوصيل المراد توصيله.
فحص أحد النصوص الصحفية لدراسة الكلمات غير المألوفة والشاذة و الغريبة.
4. يجب تحاشي الكلمات الزائدة غير المهمة وغير المؤثرة. في معظم الحالات
يمكن اختصار الأخبار والمقالات والمواد الصحفية دون أن يؤثر ذلك في
المعنى.
5. يجب إضفاء روح الحركة على الأفعال المستخدمة مثلاً عن طريق إبراز
الفاعل في الجملة. لا تستخدم صيغ المبنى للمجهول و المبنى للمعلوم أقوى
تأثيراً وأكثر حيوية.
6. عند الكتابة يجب التعبير بنفس اللغة المستخدمة في الكلام والبعد عن
التعبيرات الرسمية المعقدة خصوصاً في المقدمة. أكتب كما لو كنت تتحدث.
أجعل للغتك جرسا وموسيقى.
من دالاس مورنينج نيوز في وصف انفجار اوكلاهوما
كان الدمار يفوق الخيال. غطت سحب الدخان ناطحات السحاب. تسعة طوابق من
الطوب والزجاج والمواد الأخرى تهاوت في الشارع الخامس لتقتل عدداً من
المارة خارج المبنى وتصيب عشرات آخرين بجراح. احترقت السيارات في الشوارع .
7. يجب استخدام مصطلحات غير مبهمة يمكن للقارئ تخيلها و تصورها، ولو تم
استخدام مصطلح غامض يجب على الكاتب شرح معناه ومغزاه للقارئ. وفى كل
الحالات حاول أن تكتب لغة يسهل على القارئ تصورها.
8. يجب التجانس مع تجربة القارئ وموقفه وواقعه فلا تمطره بحقائق مبهمة
بدون إعطاء بعض الأمثلة التي تتماشى مع واقعه الملموس. الأمثلة مطلوبة
لتقريب الواقع إلى فهم القراء. كيف تصف بركانا لقراء لا يعرفونه ولم
يشاهدونه من قبل.
9. يجب استخدام التنويع إلى أقصى الحدود الممكنة، فطريقة الكاتب في
استخدام اللغة توضح شيئاً عن روحه وعاداته وقدراته وميوله... إلخ. وهذا في
الواقع ممتعاً للقارئ لأن الكتابة الخلاقة هي نوع من التواصل الإنساني بين
الكاتب والقارئ.
10. يجب أن تكون الكتابة تعبيرية (عما هو في الداخل) وليس تأثيرية (على ما هو في الخارج)
منقوووول